كم مرة شغّلت وضع الطيران في رحلتك الجوية دون أن تفكر فعلاً: هل هذا الوضع ما زال له فائدة؟
في زمن أصبح فيه الهاتف أذكى من الطائرة أحيانًا، يبدو “وضع الطيران” كأنه بقايا من الماضي — مثل نغمة الاتصال القديمة أو كاميرات الـVHS.
لكن الحقيقة؟ هذا الخيار الصغير يخفي وراءه قصة طويلة تجمع بين السلامة الجوية، والتقنية الحديثة، وحتى البطارية في هاتفك.
في هذا المقال، بنغوص سوا في أصل وسر وضع الطيران في هاتفك، ليه ما زال موجود، وهل فعلاً له تأثير على الطائرات أو مجرد عادة قديمة استمرت معانا؟ 😏
🛫 ما هو وضع الطيران بالضبط؟
ببساطة، وضع الطيران (Airplane Mode) هو إعداد موجود في كل الهواتف الذكية، يعطّل مؤقتًا كل الاتصالات اللاسلكية في الجهاز — مثل شبكة الجوال، الـWi-Fi، والبلوتوث.
عند تفعيله:
- يتم إيقاف إرسال واستقبال إشارات الجوال 📶
- يُفصل الاتصال بالـWi-Fi والبلوتوث (لكن يمكن إعادة تفعيلهما يدويًا بعد ذلك)
- يبقى نظام GPS يعمل، لأنه يعتمد على استقبال الإشارة فقط وليس إرسالها
الفكرة الأساسية كانت زمان منع أي تداخل بين إشارات الجوال ومعدات الطائرة الحساسة. لكن مع الوقت تطورت الأمور…
📱 ملاحظة: يمكن قراءة التوضيح الرسمي من صفحة دعم Apple حول وضع الطيران.
🕰️ من وين بدأ وضع الطيران؟
ظهر وضع الطيران لأول مرة في أوائل الألفية، لما كانت شركات الطيران والهيئات المنظمة مثل إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) تشدد على ضرورة إيقاف الهواتف أثناء الرحلات.
السبب؟ في ذاك الوقت، الأجهزة الإلكترونية كانت ترسل إشارات راديوية قوية وغير مستقرة ممكن تسبب تشويشًا بسيطًا على أجهزة الملاحة في الطائرات.
ومع أن احتمالية الخطر كانت ضئيلة، إلا أن الطيران مجال ما يحب المخاطرة إطلاقًا — السلامة أولًا.
وبدل ما يطلبون من الركّاب إغلاق هواتفهم تمامًا، تم ابتكار “وضع الطيران” كحل وسط: يخلي الجهاز صامت اتصاليًا، لكن يسمح لك تستخدمه لمشاهدة الأفلام أو الألعاب بدون إنترنت.
⚙️ كيف يعمل وضع الطيران فعليًا؟
عند تفعيل وضع الطيران، يقوم النظام بإيقاف وحدات الاتصال اللاسلكية التالية:
- الشبكة الخلوية: يمنع الهاتف من الاتصال بالأبراج الأرضية أو محاولة البحث عنها.
- الـWi-Fi: يتم إيقافه لتجنب أي إشارات إرسال.
- البلوتوث: يُعطّل مؤقتًا.
- GPS: يبقى شغال لأنه فقط يستقبل إشارة.
ومع تطور أنظمة الهواتف، صار بالإمكان تشغيل الـWi-Fi والبلوتوث داخل وضع الطيران.
فمثلاً، اليوم تقدر تشغل سماعة البلوتوث أو تتصل بـWi-Fi الطيارة بسهولة بدون إلغاء وضع الطيران كليًا.
💡 على نظام Android وiOS، النظام صار يتذكر إعداداتك — يعني لو شغلت البلوتوث في وضع الطيران مرة، في المرة الجاية بيبقى مفعّل تلقائيًا.
📶 هل فعلاً إشارات الهاتف تضر الطائرات؟
السؤال الأهم! الحقيقة إن مافي دليل علمي قاطع يقول إن إشارات الهواتف تسبب مشاكل خطيرة للطائرات.
لكن السبب وراء استمرار التعليمات هو مفهوم “الاحتمالية المنخفضة والخطر العالي” — بمعنى:
حتى لو كانت النسبة 0.001٪، فالطيران ما يحب التجارب.
معدات الاتصالات والملاحة في الطائرات محمية ضد التشويش (Shielded)، لكن مع الزمن والتآكل قد تضعف هذه الحماية.
وبعض الطيارين أبلغوا عن حالات بسيطة من التشويش الصوتي في ترددات الاتصال بسبب إشارات هواتف الركاب، خاصة في الطائرات القديمة.
🧭 لذلك، الهيئات مثل الهيئة الأوروبية لسلامة الطيران (EASA) وFAA ما زالت توصي باستخدام وضع الطيران أثناء الإقلاع والهبوط كإجراء احترازي.

📡 السبب الحقيقي الأهم: أبراج الاتصالات الأرضية
حتى لو تجاهلنا موضوع السلامة، في سبب تقني آخر يخلي وضع الطيران ضروري.
لما تكون الطيارة تحلق على ارتفاع 35 ألف قدم، الهاتف يحاول يتصل بأبراج الجوال الأرضية بكل قوته — وهذا يسبب مشكلتين:
- استهلاك طاقة ضخم للبطارية 🔋
لأن الهاتف يزيد قوة الإرسال بشكل مستمر لمحاولة الوصول لأقرب برج. - إزعاج لشبكات الجوال الأرضية 📡
الإشارة المتنقلة بسرعة عالية تسبب تداخل في الأبراج المتتابعة، مما يؤثر على جودة الخدمة لبقية المستخدمين.
لهذا السبب بالذات، هيئة الاتصالات الفيدرالية (FCC) في أمريكا تحظر استخدام شبكات الجوال أثناء الطيران.
🎧 وضع الطيران لا يعني “انقطاع الترفيه”!
في الماضي كان تشغيل وضع الطيران يعني نهاية كل المتعة. أما الآن؟ تغير الوضع تمامًا.
مع خدمة Wi-Fi على متن الطائرة والبلوتوث للسماعات اللاسلكية، تقدر تشاهد، تستمع، وتعمل براحتك وأنت في السماء.
الكثير من الخطوط الجوية مثل Emirates وQatar Airways وLufthansa تقدم باقات Wi-Fi مختلفة، تسمح لك بالبقاء متصلًا بأمان، حتى مع وضع الطيران مفعل.
🧭 القوانين والالتزام بها
قد تسأل: “لو كان الأمر بسيطًا، ليش ما يُلغى وضع الطيران تمامًا؟”
الإجابة: لأن القانون يلزمك باتباع تعليمات طاقم الطائرة.
يعني حتى لو الخطر بسيط، تجاهل التعليمات ممكن يعرضك للمساءلة.
الطيار يحتاج بيئة هادئة للاتصال مع برج المراقبة خصوصًا في الإقلاع والهبوط، وهما المرحلتان الأخطر في الرحلة.
لهذا يُطلب منك دائمًا تشغيل وضع الطيران وتخزين الأجهزة الكبيرة.
🔋 وضع الطيران على الأرض… مو بس للطيران
ما تدري؟ وضع الطيران مفيد حتى لو ما ركبت طيارة!
في حالات كثيرة، تفعيله يعطيك مزايا حقيقية:
💡 لتوفير البطارية
يقلل استهلاك الطاقة لأن الهاتف ما يبحث عن شبكات باستمرار.
📶 لتحسين الإشارة
أحيانًا مجرد تشغيل وإيقاف وضع الطيران يعيد اتصالك بالشبكة بشكل أفضل.
🌙 للتركيز أو النوم
تحب تنام بدون إزعاج أو تنقطع عن السوشال مؤقتًا؟ وضع الطيران هو أسرع زر “راحة” في الهاتف.
🛑 لتجنب رسوم التجوال
إذا سافرت برّا الخليج وتخاف من فواتير التجوال، فعّل وضع الطيران واشغل الـWi-Fi فقط.
🧠 وضع الطيران في عصر 5G
مع شبكات الجيل الخامس (5G)، زاد الجدل حول فعالية وضع الطيران.
لكن لا يزال الوضع مفيدًا، لأن إشارات 5G أقوى وتغطي نطاقات أوسع، ما يزيد احتمالية التشويش — حتى لو كانت ضعيفة.
ولهذا، شركات مثل Boeing وAirbus لا تزال توصي بتفعيله على كل الأجهزة المحمولة داخل الطائرة.
📊 إيجابيات وسلبيات وضع الطيران
| الميزة 💡 | التوضيح |
|---|---|
| 🔋 توفير البطارية | يمنع الهاتف من البحث المستمر عن شبكة |
| 📱 تقليل التشويش | يوقف إشارات الجوال في بيئة الطائرة |
| 🛡️ الامتثال للقوانين | يلتزم بتعليمات FAA وEASA |
| 🎧 يسمح بالترفيه | يدعم Wi-Fi وسماعات البلوتوث |
| ❌ لا توجد مكالمات | يمنع الاتصالات الهاتفية |
| ❌ لا إشعارات | يمنع التنبيهات حتى تفعّل Wi-Fi |
🚀 المستقبل: هل سنستغني عن وضع الطيران؟
شركات الاتصالات الأوروبية بدأت فعلاً بالسماح باستخدام شبكات 5G داخل الطائرات من خلال أجهزة صغيرة تُسمى picocells — تعمل كأبراج مصغّرة داخل الطائرة.
لكن تطبيقها ما زال محدودًا ومكلفًا، ومو كل الدول تسمح به بعد.
فهل ممكن يختفي وضع الطيران مستقبلًا؟
ممكن… لكن مو قريب. لأن الطيران مجال يعتمد على التدرج والاختبار الطويل قبل أي تغيير رسمي.
❓ الأسئلة الشائعة حول وضع الطيران في الهاتف
1. هل يمكنني استخدام الواي فاي أثناء تفعيل وضع الطيران؟
نعم، في أغلب الهواتف الحديثة يمكنك تفعيل الواي فاي والبلوتوث يدويًا بعد تشغيل وضع الطيران. هذا يسمح لك باستخدام الإنترنت على متن الطائرة أو الاتصال بسماعاتك اللاسلكية دون تفعيل شبكة الجوال.
2. هل وضع الطيران يحمي البطارية فعلًا؟
أكيد ✅، تفعيل وضع الطيران يوقف بحث الهاتف المستمر عن الشبكة، مما يقلل استهلاك البطارية بنسبة كبيرة — خصوصًا أثناء السفر أو في الأماكن ذات الإشارة الضعيفة.
3. هل من الخطر ترك الهاتف بدون وضع الطيران أثناء الإقلاع؟
ليس خطرًا مباشرًا، لكن يُفضّل تفعيل وضع الطيران احترامًا لتعليمات الطاقم وتقليل أي احتمال لتشويش الإشارات على الأجهزة الملاحية في الطائرة.
4. لماذا يُسمى “وضع الطيران” أساسًا؟
سُمي بهذا الاسم لأن أول استخدام رسمي له كان في الرحلات الجوية مطلع الألفية، كبديل لإغلاق الهاتف تمامًا لتجنب أي إشارات لاسلكية أثناء التحليق.
5. هل يفيد وضع الطيران في الحياة اليومية؟
أكيد، يمكنك استخدامه عندما تريد تركيزًا تامًا، أو أثناء النوم، أو لتسريع شحن الهاتف، أو حتى لتجنب الرسوم عند السفر خارج البلاد.
🏁 الخلاصة
في النهاية، وضع الطيران مو مجرد زر تقليدي في هاتفك.
هو مزيج من السلامة، الكفاءة، والاحترام للقوانين الجوية — ومع تطور التقنية، صار أكثر ذكاءً ومرونة من أي وقت مضى.
في الرحلة الجاية، لما تشغل وضع الطيران، تذكّر إنك تسهم في تجربة طيران أكثر هدوءًا وأمانًا، وتوفر بطارية هاتفك بنفس الوقت. 😉
